إما أن تكون معنا أو مع ويكيليكس
بقلم: مارك ثيسين/الوشنطن بوست
لقد توصلت وزيرة الخارجية الأمريكية كلينتون إلى أمر صحيح واحد الأسبوع الماضي حيث أنها وصفت عشرات آلاف وثائق ويكيليكس بأنها "هجوم". في الواقع لقد كان هذا هو الهجوم الثالث من نوعه خلال خمسة أشهر منذ أن قامت ويكيليكس بنشر هذه الوثائق ضد الولايات المتحدة و اللاعبين الدوليين. إن ويكيليكس نفسه وصف صراعه بطرق عسكرية. وقد أعلن جوليان أسانغ مؤسس الموقع من خلال أحد مؤيديه بأنه " تم الدخول الآن بأول معركة معلومات حقيقية. و ميدان المعركة هو ويكيليكس و أنتم الجنود".
كحال الحرب على الإرهاب, فقد تعرضنا للهجوم من خلال هذه الحرب الرقمية بطريقة لم نكن نتوقعها. خلال العقود الماضية, أنفقت حكومة الولايات المتحدة الملايين من أجل منع الخصوم الخارجيين من إختراق شبكات الكمبيوتر خاصتنا عن بعد. و بدلا من العمل على اختراق هذه الدفاعات, ابتكر أسانغ شكلا جديدا من أشكال التخريب الإلكتروني. فقد وجد شخصا أدعي أنه اخترق أنظمتنا السرية من الداخل, حيث قام بنسخ الأسرار الأمريكية على أقراص مضغوطة كبيرة و سلمها لأسانغ, الذي قام بدوره بنشر هذه المعلومات المسروقة على امتداد العالم.
لقد أوضح أسانغ أنه ينوي أن يستمر في نشر المعلومات المسروقة و تحدى أن تقوم الولايات المتحدة والعالم بإيقافه. و قد أعلن مؤخرا من خلال محاميه أنه إذا اعتقل, فإنه سوف يطلق " حربا نووية حرارية" من المعلومات و الملفات الحكومية الكبيرة. فكر في ذلك: لقد هدد أسانغ الولايات المتحدة بحرب معلوماتية مقاربة للحرب النووية.
إذا كان ويكيليكس يتعامل مع هذا الأمر كحرب في الفضاء الإلكتروني , فإن على أمريكا أن تقوم بنفس الأمر. و الخطوة الأولى هي تجميع تحالف الإرادات من أجل هزيمة ويكيليكس من خلال حظر مضيفي الموقع و قطع مصارد تمويله. إن وثائق ويكيليكس الأخيرة – و التي لا تفضح أسرار أمريكا فقط و لكن دول أخرى أيضا- قد أيقظت الآخرين للخطر الذي تمثله هذه المجموعة.
في الأيام الأخيرة, و اجه ويكيليكس مشاكل في البقاء على الإنترنت – و يعود ذلك في جزء منه إلى أن الحكومات قد ضغطت على الشركات من أجل وقف استضافة ويكيليكس. في الولايات المتحدة, قامت شركة أمازون بطرد ويكيليكس عن مواقعها و ذلك بعد أن قام مساعد لجو ليبرمان رئيس لجنة الأمن الداخلي و الشئون الحكومية في مجلس الشيوخ بالتذمر من هذا الأمر. كما أن هناك مزودا أمريكيا آخرا و هو دي أن أس قام بنفس العمل أيضا, إضافة إلى أن باي بال أوقف حساب ويكيليكس الذي كان يجمع من خلاله التبرعات.
في فرنسا, قال وزير الصناعة إيريك بيسون بأن الحكومة سوف تجبر شركة أو في أتش الفرنسية على وقف استضافة ويكيليكس, معلنا أن "فرنسا لا يمكن أن تستضيف مواقع إنترنت تخرق أسرار العلاقات الدبلوماسية و تعرض حياة أناس للخطر محميون بالأسرار الدبلوماسية". كما أن دولا أخرى يجب أن تشجع على القيام بنفس الأمر.
ومع طرد ويكيليكس من الإنترنت من بعض الدول المسئولة, فإنها سوف تبحث عن أماكن أخرى على الإنرنت, و سوف تطلق عملياتها من دول تعتقد أنها سوف تتلقى الحماية منها. إن الحكومات التي تزود ويكيليكس بملاذات إنترنت آمنة يجب أن يوضح لها دون أي تردد "أنتم إما معنا أو مع ويكيليكس". و إذا رفضوا إغلاق مواقع ويكيليكس من أراضيهم, فإن هناك أعمال يجب أن تتخذ لإخراج ويكيليكس من هذه الملاذات الآمنة.
الأسبوع الماضي, أكد المتحدث بإسم البنتاغون بأن الولايات المتحدة تمتلك في واقع الأمر القدرات على مهاجمة ويكيليكس على الإنترنت , ولكن إدارة أوباما قررت أن لا تستخدمها. إن هذا الفشل في التصرف قد أثار قرصان إنترنت يستخدم إسم تي أتش 3جي 35تي 3 آر لمهاجمة موقع ويكيليكس نفسه, مما أدى إلى إغلاق موقع ويكيليكس عدة مرات.
إذا بإمكان شخص ما يمتلك لاب توب أن يغلق ويكيليكس حتى لو مؤقتا, تخيل ما الذي يمكن أن يقوم به 1100 مقاتل إلكتروني تحت قيادة الولايات المتحدة. بينما تجلس الولايات المتحدة على الجانب, فقد أوردت النيويورك تايمز يوم السبت أن ويكيليكس أصبحت تحت الهجوم من "جيوش من كمبيوترات زومبي في أوروبا و روسيا و آسيا", إن هذا المد من الهجمات قد خلق غطاء كاملا للولايات المتحدة من أجل أن تقوم بالضربة القاضية الأخيرة دون وجود أي بصمات لها, و ذلك إذا اختارات أن تقوم بذلك طبعا.
يقول البعض أن الهجوم على ويكيليكس لن يجدي نفعا. حقا؟ في السنة الماضية, عطل برنامج إيران النووي من قبل فيروس كمبيوتر يطلق عليه سم "ستاكسنت" الذي هاجم أنظمة إيران الصناعية و الكمبيوترات الشخصية لعلماء إيرانيين. لحد الآن, لم يقم أحد بتعقب مصدر الفيروس. تخيل الأثر على قدرة ويكيليكس في نشر المعلومات السرية الإضافية لو تعرض النظام فجأة لهجوم يمكن أن يصيب كمبيوتر أي شخص يحاول أن ينزل هذه الوثائق. لن يكون لويكيليكس الكثير من الزوار في المستقبل لهذا السبب.
إن ويكيليكس يمثل تهديدا جديدا و غير مسبوق لا يمكن تجاهله أو إزالته. وكما يسمح الإرهاب بمجموعات قليلة من الأفراد بالتسبب في دمار كبير , فإن تكنولوجيا المعلومات تسمح لأفراد قليلي العدد مثل جوليان أسانغ بالتسبب في دمار هائل للأمن القومي الأمريكي من خلال الفضاء الإلكتروني . إن هذا التهديد بحاجة إلى رد أمريكي. إن هيلاري كلينتون محقة في أن ويكيليكس قد هاجمت أمريكا. و السؤال الوحيد هو: هل ستقوم الولايات المتحدة بالرد على النيران؟
بقلم: مارك ثيسين/الوشنطن بوست
لقد توصلت وزيرة الخارجية الأمريكية كلينتون إلى أمر صحيح واحد الأسبوع الماضي حيث أنها وصفت عشرات آلاف وثائق ويكيليكس بأنها "هجوم". في الواقع لقد كان هذا هو الهجوم الثالث من نوعه خلال خمسة أشهر منذ أن قامت ويكيليكس بنشر هذه الوثائق ضد الولايات المتحدة و اللاعبين الدوليين. إن ويكيليكس نفسه وصف صراعه بطرق عسكرية. وقد أعلن جوليان أسانغ مؤسس الموقع من خلال أحد مؤيديه بأنه " تم الدخول الآن بأول معركة معلومات حقيقية. و ميدان المعركة هو ويكيليكس و أنتم الجنود".
كحال الحرب على الإرهاب, فقد تعرضنا للهجوم من خلال هذه الحرب الرقمية بطريقة لم نكن نتوقعها. خلال العقود الماضية, أنفقت حكومة الولايات المتحدة الملايين من أجل منع الخصوم الخارجيين من إختراق شبكات الكمبيوتر خاصتنا عن بعد. و بدلا من العمل على اختراق هذه الدفاعات, ابتكر أسانغ شكلا جديدا من أشكال التخريب الإلكتروني. فقد وجد شخصا أدعي أنه اخترق أنظمتنا السرية من الداخل, حيث قام بنسخ الأسرار الأمريكية على أقراص مضغوطة كبيرة و سلمها لأسانغ, الذي قام بدوره بنشر هذه المعلومات المسروقة على امتداد العالم.
لقد أوضح أسانغ أنه ينوي أن يستمر في نشر المعلومات المسروقة و تحدى أن تقوم الولايات المتحدة والعالم بإيقافه. و قد أعلن مؤخرا من خلال محاميه أنه إذا اعتقل, فإنه سوف يطلق " حربا نووية حرارية" من المعلومات و الملفات الحكومية الكبيرة. فكر في ذلك: لقد هدد أسانغ الولايات المتحدة بحرب معلوماتية مقاربة للحرب النووية.
إذا كان ويكيليكس يتعامل مع هذا الأمر كحرب في الفضاء الإلكتروني , فإن على أمريكا أن تقوم بنفس الأمر. و الخطوة الأولى هي تجميع تحالف الإرادات من أجل هزيمة ويكيليكس من خلال حظر مضيفي الموقع و قطع مصارد تمويله. إن وثائق ويكيليكس الأخيرة – و التي لا تفضح أسرار أمريكا فقط و لكن دول أخرى أيضا- قد أيقظت الآخرين للخطر الذي تمثله هذه المجموعة.
في الأيام الأخيرة, و اجه ويكيليكس مشاكل في البقاء على الإنترنت – و يعود ذلك في جزء منه إلى أن الحكومات قد ضغطت على الشركات من أجل وقف استضافة ويكيليكس. في الولايات المتحدة, قامت شركة أمازون بطرد ويكيليكس عن مواقعها و ذلك بعد أن قام مساعد لجو ليبرمان رئيس لجنة الأمن الداخلي و الشئون الحكومية في مجلس الشيوخ بالتذمر من هذا الأمر. كما أن هناك مزودا أمريكيا آخرا و هو دي أن أس قام بنفس العمل أيضا, إضافة إلى أن باي بال أوقف حساب ويكيليكس الذي كان يجمع من خلاله التبرعات.
في فرنسا, قال وزير الصناعة إيريك بيسون بأن الحكومة سوف تجبر شركة أو في أتش الفرنسية على وقف استضافة ويكيليكس, معلنا أن "فرنسا لا يمكن أن تستضيف مواقع إنترنت تخرق أسرار العلاقات الدبلوماسية و تعرض حياة أناس للخطر محميون بالأسرار الدبلوماسية". كما أن دولا أخرى يجب أن تشجع على القيام بنفس الأمر.
ومع طرد ويكيليكس من الإنترنت من بعض الدول المسئولة, فإنها سوف تبحث عن أماكن أخرى على الإنرنت, و سوف تطلق عملياتها من دول تعتقد أنها سوف تتلقى الحماية منها. إن الحكومات التي تزود ويكيليكس بملاذات إنترنت آمنة يجب أن يوضح لها دون أي تردد "أنتم إما معنا أو مع ويكيليكس". و إذا رفضوا إغلاق مواقع ويكيليكس من أراضيهم, فإن هناك أعمال يجب أن تتخذ لإخراج ويكيليكس من هذه الملاذات الآمنة.
الأسبوع الماضي, أكد المتحدث بإسم البنتاغون بأن الولايات المتحدة تمتلك في واقع الأمر القدرات على مهاجمة ويكيليكس على الإنترنت , ولكن إدارة أوباما قررت أن لا تستخدمها. إن هذا الفشل في التصرف قد أثار قرصان إنترنت يستخدم إسم تي أتش 3جي 35تي 3 آر لمهاجمة موقع ويكيليكس نفسه, مما أدى إلى إغلاق موقع ويكيليكس عدة مرات.
إذا بإمكان شخص ما يمتلك لاب توب أن يغلق ويكيليكس حتى لو مؤقتا, تخيل ما الذي يمكن أن يقوم به 1100 مقاتل إلكتروني تحت قيادة الولايات المتحدة. بينما تجلس الولايات المتحدة على الجانب, فقد أوردت النيويورك تايمز يوم السبت أن ويكيليكس أصبحت تحت الهجوم من "جيوش من كمبيوترات زومبي في أوروبا و روسيا و آسيا", إن هذا المد من الهجمات قد خلق غطاء كاملا للولايات المتحدة من أجل أن تقوم بالضربة القاضية الأخيرة دون وجود أي بصمات لها, و ذلك إذا اختارات أن تقوم بذلك طبعا.
يقول البعض أن الهجوم على ويكيليكس لن يجدي نفعا. حقا؟ في السنة الماضية, عطل برنامج إيران النووي من قبل فيروس كمبيوتر يطلق عليه سم "ستاكسنت" الذي هاجم أنظمة إيران الصناعية و الكمبيوترات الشخصية لعلماء إيرانيين. لحد الآن, لم يقم أحد بتعقب مصدر الفيروس. تخيل الأثر على قدرة ويكيليكس في نشر المعلومات السرية الإضافية لو تعرض النظام فجأة لهجوم يمكن أن يصيب كمبيوتر أي شخص يحاول أن ينزل هذه الوثائق. لن يكون لويكيليكس الكثير من الزوار في المستقبل لهذا السبب.
إن ويكيليكس يمثل تهديدا جديدا و غير مسبوق لا يمكن تجاهله أو إزالته. وكما يسمح الإرهاب بمجموعات قليلة من الأفراد بالتسبب في دمار كبير , فإن تكنولوجيا المعلومات تسمح لأفراد قليلي العدد مثل جوليان أسانغ بالتسبب في دمار هائل للأمن القومي الأمريكي من خلال الفضاء الإلكتروني . إن هذا التهديد بحاجة إلى رد أمريكي. إن هيلاري كلينتون محقة في أن ويكيليكس قد هاجمت أمريكا. و السؤال الوحيد هو: هل ستقوم الولايات المتحدة بالرد على النيران؟