تحولت منطقة مزه جبل 86 مدرسة وخزان في حي المزه عند إقتراب عقارب الساعة ليلة أمس من الثانية عشرة إلى ما يشبه
جبهة عسكرية وحربية، لما شهدته المنطقة من زيادة غير طبيعية من إطلاق الألعاب النارية والمفرقعات لم تشهده
المحافظات السورية مجتمعة ما أطلقه سكان هذه المنطقة، ولم يشف البعض غليله برمي المفرقعات بل تحول إلى إطلاق
العيارات النارية"الرصاص الحي"، ولكي لا يتهمنا البعض بالتجني على أساس أن ما حدث كان مجرد فرحة بقدوم رأس السنة
نؤكد للجميع أن العدد الأكبر من مطلقي تلك المفرقعات كانوا كبار في السن من موظفيين وغيرهم من الفئات، لذلك فإن
ما شهدته المنطقة لم يكن مجرد تعبير عن فرحة العيد وزاد من حده دون أي سبب، لا بل إنه كان يخالف جميع التعليمات
التي أصدرتها الجهات المعنية عبر وسائل الإعلام المختلفة، بالإضافة إلى أن ما حدث يؤكد عجز هذه الجهات عن مكافحة
المفرقعات وإلى فشل الحملة الأمنية في التصدي لهذه الظاهرة، وبالتالي إلى فشل إدارة الجمارك في السيطرة على منافذ
تهريب هذه الأنواع من المفرقعات التي من المؤكد إنها لا تأتي إلا عبر المعابر الحدودية وبكميات خيالية على
قاعدة "حاميها حراميها".
والملفت أن رجال حفظ النظام الذين انتشروا في الشوارع الرئيسية من حي المزه لم يستطيعوا الإقتراب من المنطقة
نهائياً وبقوا في أماكنهم يتفرجون مثل غيرهم على ما يجري دون حراك، على الرغم من أن أصوات المفرقعات التي لم تكن
اقل من صدى القنابل والصواريخ كانت تصل إلى كل المناطق المجاورة وهذا يدل على أن المفرقعات التي استخدمت وأطلقت
صرفت عليها الملايين من الليرات أحرقت خلال أقل من نصف ساعة من دخولنا العام 2011 وفاقت في كميتها ما أطلقه برج
دبي ذاته.
والسؤال الذي يفرض نفسه: هل هناك استثناءات حتى في اطلاق المفرقعات "خيار وفقوس"؟ اللهم إني كنت سهراناَ ولم أطلق
فتيشة واحدة.