السويداء
تقع محافظة السويداء إلى الجنوب الشرقي من القطر العربي السوري وتبلغ مساحتها خمسة آلاف وخمسمائة وخمسين كيلو متراً مربعاً ويقدر عدد سكانها بأربعمائة وخمسة وثلاثين ألف نسمة منهم قرابة مئة ألف في بلاد الاغتراب
وأقل ما يقال عن السويداء أنها واحة تمتلك كافة أشكال التنوع التي يبحث عنها كل سائح حيث تمتاز مساحة السويداء الصغيرة تلك بتنوع تضاريسها جغرافياً فتشرف على سهول حوران المنبسطة في الجزء الغربي منها وتتركز الجبال في وسطها حيث تشمخ قممها إلى ما يزيد على 1880 م فوق سطح البحر،
أما إذا يمم الناظر وجهه شمالاً والى الشمال الغربي فستدهشه تلك الصبات البركانية البازلتية التي رسمتها ريشة الطبيعة الخلابة فأطلق الإنسان عليها اسم (اللجاة) ربما لأنها تشكل ملجأ طبيعي يحمي البشر والكائنات الحية أيام الشدة يتخلل اللجاة طريق الحج الذي سلكته القوافل من الأناضول مروراً بدمشق إلى مكة المكرمة خلال مئات السنين
قمة جبلية وسط المحافظة تغطى بالثلوج سنوياً
تفضي حدود المحافظة الشرقية في منطقة الهبارية والأنباشي اللتين سكنهما الإنسان القديم منذ الألف الرابع قبل الميلاد وترك آثار تحير الدارسين حتى الآن إلى البادية السورية وهي الجزء ذات الطابع الصحراوي من أرض المحافظة.
ووهبت الطبيعة مزيجاً فريداً من الطبيعة الخلابة والتنوع الحيوي للمحافظة حيث آلاف الدونمات من الأراضي الحراجية الكثيفة والمحميات الطبيعة والتي لم تمسها يد الإنسان منذ نشوئها حتى الآن فزخرت بأشجار البلوط والسنديان التي يزيد عمرها على 400 سنة وتعتبر أهم مصنع أوكسجين في العالم وحافظة على أكثر من 900 نوع حيوي من النباتات والحيونات البرية، و ,احتضن السكان هذا المتحف البيئي بمشاريع الكروم والتفاحيات حيث تعتبر منطقة ظهر الجبل أكبر مشروع تشجير مثمر في الشرق الأوسط ويصدر أفخر الأصناف ذات المواصفات العالمية.
صبة اللجاة التي تعتبر أكبر صبة بازلتية طبيعية بالعلم
شجرة تفاح – منطقة ظهر الجبل
ولقد استطاعت مسيرة الحضارة أن تكمل ذلك التنوع الجغرافي والتنوع البيئي بتنوع تاريخي مميز امتد من العصر البرونزي الوسيط ‘لى النبطي إلى اليوناني إلى لروماني فالغساني البيزنطي فالعربي الإسلامي وكانت المنطقة قد سكنت قبل ذلك من قبل الأمويين والآراميين مما جعلها اليوم تزخر بآثار تلك المراحل وأوابدها حيث لا تزال روما الصغرى ( شهبا ) فيليبوبوليس كما سماها الإمبراطور فيليب العربي شاهدة على عاصمة الإمبراطور الرومانية والتي بنيت من عام 245-249 وخلال خمس سنوات بشكل يشابه روما بكل مكوناتها من المسارح والحمامات والقصور المزينة بأجمل لوحات الفسيفساء والباقية حتى الآن مكانها الأصلي ليكون الاحتفال بالألفية الأولى للإمبراطورية الرومانية في شهبا، وبالانتقال إلى قنوات ( كاناثا ) والتي كانت أحد المدن الرومانية العشر ( ديكابوليس ) وباتت مركزاً أسقفياً هاماً ومركزاً للحج المسيحي في القرن السابع الميلادي، وتنفرد السويداء بأنها تحتوي خمسة مدرجات رومانية تأكيداً لعصور من الرخاء الترف الثقافي والفني تجذرت عليها
دالية عنب المائدة
تتمتع المحافظة بغنى في العادات والتقاليد النابعة من وجدان الكرم والإباء العربي حيث أبدع سكانها الكثير من الصناعات اليدوية الجميلة وأهمها صناعة السجاد والبسط والمطرزات والقش والأطباق والصناديق المزخرفة وكذلك الأزياء المطرزة الغنية بالألوان وبمظاهر الفرح حيث تفتخر السويداء بالمحافظة عليها كما تحافظ على الكثير من القرى والبيوت القديمة ذات الطراز المعماري والتي تعبر بوضوح عن هوية وعراقة الأجداد
صناعة القش والأطباق من ساق القمح
ونتيجة الاغتراب وحميمة العلاقات الاجتماعية والترابط العائلي يتميز السكان بثقافة جيدة وانفتاح على مظاهر الحياة الحضارية.
وتقام فيها مهرجانات ومعارض عديدة أهمها معرض الكرمة والتفاحيات وملكة جمال العنب الذي يقام في شهر أيلول من كل عام ومهرجان المزرعة للإبداع الأدبي والفني الذي يقام في شهر آب من كل سنة وتزخر المحافظة بالأندية والجمعيات والمراكز الثقافية التي يبلغ عددها عشرين مركزاً مما جعل الحركة الأدبية بخاصة والثقافية عموماً نشطة ومتطورة.
فتيات بالزي الشعبي في عرس
وهكذا التراث يتكلم في كل عصر و زمان ومكان والتراث في جبل العرب
له خاصيه مميزه عن الباقي اي المناطق الاخرى
واللاسف اليوم يذوب تدريجيا -- لكن نحن مجموعه من الاحباء نتصده
لهذا الذوبان الاجتماعي للحفاض على متبقى من تراثنا الغالي
لكم بعض الصور من السويداء القلب
معبد الإله ( ذو الشراة )
معبد آلهة المياه
المسرح الكبير في السويداء
الكنيسة الكبرى السويداء
الكنيسة الصغرى السويداء