تفوقت على الرجال وتجاوزت العقبات المادية.. سهام غانم مواطنة من السويداء تصلح المحركات الكهربائية الصناعية
تحدت الرجال في مهنتهم وتفوقت عليهم وتجاوزت ظروفها المادية الصعبة التي لازمتها منذ ولادتها لتبرهن على الحضور المتميز للمرأة السورية في مختلف ميادين الحياة الإنسانية. بدأت حكاية سهام غانم من محافظة السويداء مع لف المحركات قبل 14 عاماً حين أنهت دراستها الثانوية ولم تجد فرصة عمل حيث اتبعت كما تقول دورة في هذا المجال لمدة 3 اشهر ضمن إحدى المحال الخاصة بالمحافظة أصبحت على اثرها قادرة على ممارسة هذه المهنة لتتغلب على الوضع المادي السيئ الذي حل بأسرتها بعد وفاة أبيها وشقيقها الوحيد. وأوضحت غانم التي تملك محلاً صغيراً لمهنتها اقطعته من بيتها القديم المطل على الشارع العام في قريتها مفعلة أنها دربت مجموعة من الشبان على هذه المهنة مشيرةً إلى أنها تستقبل المحركات من كافة أنحاء المحافظة لتقوم بإصلاحها خلال فترة قصيرة وبأسعار مخفضة. وحول أبرز العقبات التي واجهتها بينت أن بعض الرجال عندما أدركوا تفوقها عليهم حاولوا وضع العراقيل في طريقها كما وجدت صعوبة في الحصول على قرض لتمويل مشروعها من احد المصارف الخاصة لكون إدارته لم تقتنع وتصدق بأنها تعمل ضمن هذا المجال. ودعت سهام التي تعيل أمها العاجزة بمساعدة أختها جميع النساء إلى عدم اليأس حين لا يجدن فرصة عمل ووظائف في القطاعات الحكومية أو الخاصة باعتبارهن يملكن الكثير من المهارات الدفينة التي تحتاج للجد والكد لإبرازها بما يوفر لهن الحياة الكريمة والسعيدة مبدية ًاستعدادها لتدريب من تشاء منهن دون أي مقابل. وترى هدى زرقطة رئيس مكتب الإعلام في فرع الاتحاد النسائي بالسويداء أنه من الضروري دعم هذه الظاهرة بهدف تأكيد قدرة المرأة على الدخول في كل المجالات بما يحقق العدالة الاجتماعية مع الذكور لافتة إلى جاهزية المنظمة لدعم مشروع سهام ومشاريع غيرها من النساء بقروض تشجيعية دون فوائد. من جهته لفت حكمت الخطيب رئيس جمعية الكهرباء والإلكترون في محافظة السويداء إلى أن سهام تدربت عند أبرز معلمي المهنة وهي اليوم تتقن عملها الدقيق والخطير الذي يتطلب جهداً عضلياً وذهنيا وتستطيع إصلاح محركات كهربائية صناعية كبيرة الحجم تزيد قوتها على 10 أحصنة وتحتاج إلى رافعة لنقلها. وأضاف انها تتعامل مع مهنتها بإخلاص وتواجه طبائع الزبائن المختلفة ونظرة المجتمع إلى مثل هذا النوع من الأعمال بالنسبة للنساء داعياً إلى ضرورة مساعدتها في الحصول على الترخيص الحرفي الذي يتطلب مبلغاً مادياً تعجز عنه. وأوضح هادي غلاب صاحب معمل الرخام الذي أصلحت له سهام 5 محركات متنوعة أنه تعامل مع العديد من أصحاب هذه المهنة داخل السويداء وفي دمشق لكنه لم يجد لديهم المهارة والصدق في التعامل كالذي تتمتع به مبيناً أن العديد من القطع أصلحها خارج محلها فتعطلت بسرعة على عكس المحركات التي أصلحتها له