القريا" التي أنجبت رمزاً وطنياً وقائداً للثورة السورية الكبرى المغفور له "سلطان باشا الأطرش"، لا بد لها أن تكون مقلعاً للوطنيين والأحرار في مجال العلم والثقافة أيضاً والذين ساهموا في بناء المجتمع وتطويره، أمثال الأستاذ الدكتور "فارس شقير"، فمن حصل على قصب السبق في كافة م...راحل دراسته قبل الجامعية، ثم التفوق في دراسته الجامعية حتى على "الألمان" في جامعة "فرايبرغ"، فقد استحق لقب العالِم بحق وبجدارة»عمل الدكتور "شقير" رئيساً للجنة علوم الأرض في مؤتمر تطوير التعليم العالي، ومنسّقاً لافتتاح شعبة "فرع" الجيوفيزياء التطبيقية في جامعة "دمشق" قسم الجيولوجيا، وأستاذاً مشرفاً على شعبة الجيوفيزياء التطبيقية في قسم الجيولوجيا منذ 1976 وحتى وفاته 2008، وعضواً في اللجنة الوطنية لإنشاء شبكة الرصد الزلزالي في سورية، ومنسِّقاً للخطة الدرسية الجديدة في قسم الجيولوجيا للمرحلة الجامعية الأولى وللدراسات العليا، وعضواً مقرِّراً للجنة علوم الأرض في المؤتمر الوطني لوضع استراتيجية البحث العلمي الجامعي، كما عمل منسّقاً co–ordinator لمشروع تعاون أوروبي متوسطي جامعي رقم 018Med Campus ومنسّق اتفاق التعاون العلمي بين جامعة "دمشق" وجامعة "روسكيلد كوبنهاغن والدنمارك"، وعضو اللجنة العربية لوضع استراتيجية التعليم العالي في الوطن العربي، ومنسّق المنحة الجامعية لبرمجيات استكشاف النفط والغاز، المقدمة من قبل مؤسـسة "لاندمارك غرافيكس"، ومنسّق اتفاق التعاون العلمي بين جامعة "دمشق" ومؤسـسة "شلومبرغر" العالمية، ومنسّق مشروع إنشاء مجمّع المرصد الجيوفيزيائي الفلكي الجامعي، التابع لجامعة "دمشق" في بلدة "عريقة"، ومنسّقاً لمشروع إنشاء المرصد الفلكي الدولي، في إطار شبكة NORT المعتمدة من قبل الهيئة العامة للأمم المتحدة، ومنسّقاً وطنياً لمشروع "إنفنت" InWent الألماني-السوري للتدريب والتأهيل في قطاع المياه بالتعاون مع جامعة "دمشق" شريكاً وطنياً، ومنسّقاً وطنياً لمشروع إنفنت InWent الألماني-السوري للتدريب والتأهيل في قطاع المياه لبلدان الشرق الأوسط وشمال "إفريقيا". وقدم مجموعة من الكتب الجامعية منها: كتابان في الجيوفيزياء التطبيقية 1-2، والقياسات الجيوفيزيائية البئرية، وطرائق التنقيب الاشعاعية والجيوحرارية، وطرائق التنقيب الجاذبية والمغناطيسية، كتاب مرجعي، وتسجيلات شلومبرغر Schlumberger الجيوفيزيائية البئرية: وهو مرجع مؤلف من: جزء أول "نصوص"، وجزء ثانٍ "مخططات"، عمل مدير مكتب الدراسات الأرضية Geo-investigation المتخصص في الأعمال الهيدروجيولوجية والجيوفيزيائية ورئيس الوحدة المهنية الجامعية للدراسات الهيدروجيوفيزيائية والجيوهندسية، ومن الدراسات التي قام بإنجازها: 15 دراسة في مجال دراسات هيدروجيولوجية وجيوفيزيائية، و16 دراسة في مجال دراسات جيوهندسية، و6 دراسات في دراسات جيولوجية وجيوفيزيائية لأغراض حماية البيئة، و4 دراسات في استكشاف الآثار المطمورة بالطرائق الجيوفيزيائية "اللاتدميرية"، و3 دراسات مسوح استكشافية متفرقة، وقدم نشاطات متعددة في موضوع الزلازل خلال أكثر من عشرين عاماً منها: نشاطات علمية شعبية لنشر الوعي الزلزالي ومن أجل تخفيف المخاطر الزلزالية، ونشاطات علمية توجهت نحو إنشاء البنى التحتية اللازمة لشبكة الرصد الزلزالي في سورية، وتضمنت ندوات عديدة حول الزلازل كظاهرة مرافقة لخلجات الأرض الميكانيكية والحيوية، وحول الطرائق الممكنة لتخفيف مخاطرها، ونشاطات علمية توجهت نحو إنشاء البنى التحتية اللازمة لشبكة الرصد الزلزالي في سورية، ونشاطات نحو بناء جسور التعاون العلمي والتقني في البحوث الزلزالية وفي الرصد الزلزالي مع المؤسسات العلمية الأجنبية، ونشاطات علمية توجهت نحو تخفيف المخاطر الزلزالية على النسيج العمراني والحضاري في سورية، وأكثر من 12 نشرة علمية حول الزلازل وتخفيف المخاطر الزلزالية.نتاجه العلمي: ألف أكثر من عشرة كتب علمية، وأنشأ وحدة علمية تابعة لجامعة "دمشق" وبدأ بالكشف عن المياه الجوفية على مساحة القطر، منها دراسة وتحديد 160 بئراً في البادية، ودراسة أخرى لمئة بئرٍ آخر، وقام بتحديد 28 بئراً في محافظة "السويداء"، و20 بئراً في محافظتي "طرطوس واللاذقية"، ثم قام بعمل دراسة كاملة لتعبئة مياه "بقين والدريكيش"، ومياه الكوثر "الأردنية"، ومياه الصحة في "لبنان"، ومياه "المسا" في "الإمارات"، و"عين الزرقا" في "القرداحة"، ودراسات بئرية في مناجم الفوسفات، دراسة جيوفيزيائية هندسية لموقع جامعة تشرين في "اللاذقية" وفندق ميرديان "حلب"، وقناة السلحبية العليا في الفرات الأوسط، وتحديد قساوة الصخر لمسارات أنابيب البترول في "الجبسة"، وحفاظاً على النسيج العمراني من المخاطر الزلزالية، فقد أسهم في تنظيم ندوة الدراسات والبحوث الزلزالية في "دمشق" عام 1995، وفي الندوة العربية للتأمين إزاء الزلازل والكوارث الطبيعية عام 1997، ثم أصدر عدداً من النشرات العلمية حول الزلازل وكيفية التخفيف من مخاطرها، هذا إضافة لنشاطه الفعال في الجمعية الجيولوجية السورية، وفي اتحاد الفيزيائيين الأمريكيين (agu) والإتحاد الأوروبي للجيوفيزيائيين التطبيقيين (efpg) وعضواً في اللجنة الوطنية لتطوير علوم الفضاء، عضواً في جمعية أصدقاء البيئة، من هيئة تحرير مجلة الطاقة والتنمية، كان يتقن اللغة الألمانية، ويجيد الإنكليزية، ويلم بكل من اللغتين الروسية والفرنسيةيذكر أن الأستاذ الدكتور "فارس شقير" وافته المنية في 6/ تشرين الأول/ 2008، ورفع نعشه على راحات أصدقائه وتلاميذه ومحبيه، وبكته عيون سورية عامة و"القريا" خاصة،
وابنة شقيقه الشاعرة "ميسون شقير" خصته بقصيدة قالت فيها:
«اليوم ينهض الظل مذعورا
يفتش عن قامة
بلون المطر
اليوم...
تسأل الشمس ضوءها
من أي الجهات أجيء
ولا يجيب
اليوم...
يسكن الأرض من نقّب عمره
يفتش فيها عن سر المطر
اليوم أنا لا أريد اليوم
فقط أريد ضحكة تطوف بنا كالأغنيات
ويدا تقول بكل أصابعها
لروحي سلاما
وندى كان يحط على عيوننا
ويلون فينا
وجه الحياة».