ترتبط البركة المائية القابعة في وسط مدينة السويداء باسم الحجيج لكونها كانت واحة يرتاحون فيها بطريقهم إلى الحجاز لأداء مناسك الحج، لكنها تعود إلى تاريخ أقدم أي إلى أيام العرب الأنباط بحسب الآثاري «ياسر الشعار» الذي بيّن في تصريح خاص لـ«الوطن أونلاين» أنها «واحة تعمل بنظام هندسي مائي دقيق رغم أن عمليات التنقيب والبحث حتى تاريخه لم تعرف من أين تأتي مياهها؟».
5 آلاف متر من التربة تغطي أقنيتها المائية
لكنه سارع بتوجيه رسالة لإنقاذ الواحة الشهيرة التي أصبحت اليوم موقفاً لآليات البلدية وتغمره مياه آسنة أفقدت المكان روحه وتاريخه العريق حيث كان مراحاً يستريح فيه حجاج بيت اللـه الحرام ليتابعوا بعدها رحلتهم الشاقة إلى مكة المكرمة ذهاباً وإياباً.
وتابع الشعار: إنه و«نظراً لأهمية واحة الحجاج في مدينة السويداء والقيمة التاريخية والحضارية لهذا المعلم المهم الذي يعود تاريخه إلى عصر العرب الأنباط وأهميتها كمركز على طريق الحج إضافة إلى أنها مورد مائي لا نعلم مصدره بدقة ولكن من المؤكد أنه يتوافر نظام هندسي فريد يوصل المياه من منابعها لتصب في هذه البركة» وبيّن الآثاري الشعار أن النظام الهندسي المائي القائم قدم خدمات متعددة أهمها «سقاية الحجيج وما زالت ترشح المياه من أقنيتها المهدمة بفعل الزمن والتخريب إلى يومنا هذا وما زالت تحافظ على منسوب محدد لهذه المياه كما هو معروف للجميع وبدلاً من استثمار هذا الموقع أثرياً وسياحياً أو استثماره كمورد مائي في منطقة تعاني من قلة مصادر المياه وشح الأمطار وكذلك بدلاً من استثمار الموقع في وسط المدينة كمتنفس طبيعي وبيئي فقد هدمت أجزاء من جدران هذه البركة وأقيمت فيها الأبنية وأهمل ما تبقى من جدران وطمرت وأصبح ما تبقى من البركة مستنقعاً آسناً ضاراً بالصحة والبيئة ومنظراً لا يسر الرائي».
ولفت الشعار نظر أصحاب القرار إلى «أهمية هذا المعلم الحضاري وضرورة المحافظة عليه بل وترميمه واستغلاله كمصدر للمياه»، وذهب الشعار أبعد من لفت النظر ليقدم أفكاره بأن يتم العمل بداية من خلال «الحفاظ على أجزاء البركة المتبقية وكشفها وترميمها وذلك بإزالة الردميات التي تعادل 5 آلاف متر مكعب من الأتربة، وتحديد كمية الماء ونوعيتها لمعالجتها واستغلالها في سقاية الأشجار والمسطحات الخضراء داخل المدينة مع العلم بأننا حصلنا على مساهمة إحدى الشركات المتخصصة في معالجة المياه في المحافظة وتقديم نظام لمعالجة المياه هدية لدعم هذا المشروع».
تجاوزات أكبر
وأضاف الشعار: ضرورة «وضع دراسة فنية شاملة لإنشاء نافورة وعمل مصاطب وأرصفة وأشجار زينة وشلالات وغيرها من قبل الجهات الرسمية ذات الصلة أو طرحها للإنشاء والاستثمار السياحي الخاص بما يخدم الأهداف العامة، والتعاون والتنسيق مع كل الجهات الرسمية والأهلية والبلدية والآثار والخدمات الفنية»، على أمل أن تلقى رؤيته للواحة ومستقبلها أذناً مصغية قبل أن تصبح بحسب ما رُسم لها اليوم موقفاً للسيارات بحسب ما أكد الشعار المطلع بحكم عمله في مديرية الآثار في السويداء على واقع المواقع التاريخية والأثرية في المحافظة والمشكلة الكبرى تكمن بأن التعامل مع تلك المواقع ومنها الواحة لم يكن بالشكل المطلوب ولم تستثمر بما يخدم المحافظة عموماً.
وهنا تدخل المخرج المعروف تيسير العباس ليبين ضعف دور المجتمع الأهلي في العلمية عموماً حيث «يبقى أداء الجمعيات الأهلية في السويداء ضعيفاً وقليل الأثر لمحدودية انتشارها وقدراتها المالية الضيقة، وهذا حال جمعية العاديات الهادفة من خلال لجنة الآثار فيها بالتعرف إلى المواقع الأثرية الموجودة في المحافظة وبث التوعية بين المواطنين لحماية هذه الآثار لكون أغلبها يقع تحت رحمة القاطنين فيها، مراعية أن المواطن بالنهاية يريد السكن وليس ذنبه تخريب الآثار وأغلبهم من أبناء الطبقة الفقيرة لا يستطيعون التوسع والخروج خارج البلدة القديمة وهذه الدوامة تعاني منها المحافظة منذ عشرات السنوات وهي أن تستملك البلدة القديمة أو أن تترك الناس يبنون عليها» وهذا ما اعتبره العباس «أمراً خطراً فهذه آثار ومناطق مهمة» ويرى العباس أن: «الحل هو استملاك قسم من البلدة القديمة والقسم الثاني يؤهل كالبيوت التراثية التي من زمن أجدادنا ويصنع منها مشاغل أو مطاعم أو فنادق صغيرة وبذلك نستطيع أن نعمل في كل قرية بنية سياحية ممتازة».
ويذكر العباس أحد التجاوزات التي حصلت منذ فترة ليست بالبعيدة حيث أقدم أحد التجار على استكمال بنائه المكون من عدة طوابق على حساب مبنى أثري بالقرب منه وسط مدينة السويداء وهنا يسأل العباس: «إذا ما كانت الآثار المهمة دفنت تحت الطريق المحوري فما مصير بركة الحجاج؟».
5 آلاف متر من التربة تغطي أقنيتها المائية
لكنه سارع بتوجيه رسالة لإنقاذ الواحة الشهيرة التي أصبحت اليوم موقفاً لآليات البلدية وتغمره مياه آسنة أفقدت المكان روحه وتاريخه العريق حيث كان مراحاً يستريح فيه حجاج بيت اللـه الحرام ليتابعوا بعدها رحلتهم الشاقة إلى مكة المكرمة ذهاباً وإياباً.
وتابع الشعار: إنه و«نظراً لأهمية واحة الحجاج في مدينة السويداء والقيمة التاريخية والحضارية لهذا المعلم المهم الذي يعود تاريخه إلى عصر العرب الأنباط وأهميتها كمركز على طريق الحج إضافة إلى أنها مورد مائي لا نعلم مصدره بدقة ولكن من المؤكد أنه يتوافر نظام هندسي فريد يوصل المياه من منابعها لتصب في هذه البركة» وبيّن الآثاري الشعار أن النظام الهندسي المائي القائم قدم خدمات متعددة أهمها «سقاية الحجيج وما زالت ترشح المياه من أقنيتها المهدمة بفعل الزمن والتخريب إلى يومنا هذا وما زالت تحافظ على منسوب محدد لهذه المياه كما هو معروف للجميع وبدلاً من استثمار هذا الموقع أثرياً وسياحياً أو استثماره كمورد مائي في منطقة تعاني من قلة مصادر المياه وشح الأمطار وكذلك بدلاً من استثمار الموقع في وسط المدينة كمتنفس طبيعي وبيئي فقد هدمت أجزاء من جدران هذه البركة وأقيمت فيها الأبنية وأهمل ما تبقى من جدران وطمرت وأصبح ما تبقى من البركة مستنقعاً آسناً ضاراً بالصحة والبيئة ومنظراً لا يسر الرائي».
ولفت الشعار نظر أصحاب القرار إلى «أهمية هذا المعلم الحضاري وضرورة المحافظة عليه بل وترميمه واستغلاله كمصدر للمياه»، وذهب الشعار أبعد من لفت النظر ليقدم أفكاره بأن يتم العمل بداية من خلال «الحفاظ على أجزاء البركة المتبقية وكشفها وترميمها وذلك بإزالة الردميات التي تعادل 5 آلاف متر مكعب من الأتربة، وتحديد كمية الماء ونوعيتها لمعالجتها واستغلالها في سقاية الأشجار والمسطحات الخضراء داخل المدينة مع العلم بأننا حصلنا على مساهمة إحدى الشركات المتخصصة في معالجة المياه في المحافظة وتقديم نظام لمعالجة المياه هدية لدعم هذا المشروع».
تجاوزات أكبر
وأضاف الشعار: ضرورة «وضع دراسة فنية شاملة لإنشاء نافورة وعمل مصاطب وأرصفة وأشجار زينة وشلالات وغيرها من قبل الجهات الرسمية ذات الصلة أو طرحها للإنشاء والاستثمار السياحي الخاص بما يخدم الأهداف العامة، والتعاون والتنسيق مع كل الجهات الرسمية والأهلية والبلدية والآثار والخدمات الفنية»، على أمل أن تلقى رؤيته للواحة ومستقبلها أذناً مصغية قبل أن تصبح بحسب ما رُسم لها اليوم موقفاً للسيارات بحسب ما أكد الشعار المطلع بحكم عمله في مديرية الآثار في السويداء على واقع المواقع التاريخية والأثرية في المحافظة والمشكلة الكبرى تكمن بأن التعامل مع تلك المواقع ومنها الواحة لم يكن بالشكل المطلوب ولم تستثمر بما يخدم المحافظة عموماً.
وهنا تدخل المخرج المعروف تيسير العباس ليبين ضعف دور المجتمع الأهلي في العلمية عموماً حيث «يبقى أداء الجمعيات الأهلية في السويداء ضعيفاً وقليل الأثر لمحدودية انتشارها وقدراتها المالية الضيقة، وهذا حال جمعية العاديات الهادفة من خلال لجنة الآثار فيها بالتعرف إلى المواقع الأثرية الموجودة في المحافظة وبث التوعية بين المواطنين لحماية هذه الآثار لكون أغلبها يقع تحت رحمة القاطنين فيها، مراعية أن المواطن بالنهاية يريد السكن وليس ذنبه تخريب الآثار وأغلبهم من أبناء الطبقة الفقيرة لا يستطيعون التوسع والخروج خارج البلدة القديمة وهذه الدوامة تعاني منها المحافظة منذ عشرات السنوات وهي أن تستملك البلدة القديمة أو أن تترك الناس يبنون عليها» وهذا ما اعتبره العباس «أمراً خطراً فهذه آثار ومناطق مهمة» ويرى العباس أن: «الحل هو استملاك قسم من البلدة القديمة والقسم الثاني يؤهل كالبيوت التراثية التي من زمن أجدادنا ويصنع منها مشاغل أو مطاعم أو فنادق صغيرة وبذلك نستطيع أن نعمل في كل قرية بنية سياحية ممتازة».
ويذكر العباس أحد التجاوزات التي حصلت منذ فترة ليست بالبعيدة حيث أقدم أحد التجار على استكمال بنائه المكون من عدة طوابق على حساب مبنى أثري بالقرب منه وسط مدينة السويداء وهنا يسأل العباس: «إذا ما كانت الآثار المهمة دفنت تحت الطريق المحوري فما مصير بركة الحجاج؟».